كان السجين رقم 13 قابع في زنزانته وعلامات التوتر والقلق تبدوا على محياه
انه ينتظر خبرا منذ يومين بفارغ الصبر
في الساعة التاسعة مساء جاء أحد الحراس اليه وقال له لديك مكالمة هاتفيه , هيا تعال معي
انطلقا وقد زاد معدل توتره وأخذ قلبه ينبض بقوة وخوف, دخلا إلى مكتب الضابط فنظر
إليه وهو يبتسم وناوله سماعة الهاتف بصمت
ألتقطها ورفعها إلى إذنه وقال ..... من ؟؟
أجابه صوت والدته ....مبروك يا بني لقد أنجبت لك زوجتك صبيا جميلا
أخذ يبكي وهو يخبرها بالاسم الذي يرغب أن يسموه إياه فبكت هي أيضا وانتهت
المكالمة بدعوات أم مكلومه
عاد إلى زنزانته الكئيبة , سينتظر موعد خروجه ليشاهد أبنه الوحيد
..آآآآآآآه ما أطول ساعات الانتظار وأقساها
أخذ يفكر بعمق وهدوء....
أليس الانتظار هو الشئ الوحيد الذي نفعله طوال حياتنا ؟؟ في كل دقيقة وثانية منها ؟؟؟
أستعرض شريط حياته منذ كان في العاشرة, لم تسعفه ذاكرته لما قبل ذلك
لقد كان ينتظر أن ينهي جميع مراحل الدراسة وكذلك الجامعة ليتوظف ويتزوج ويبدأ حياته العملية
هاهو ذا قد أنهى الجامعة وتوظف وتزوج ورزق بابن ولكن هل انتهى انتظاره...؟؟؟
كلا لم ينته بعد
أنه ينتظر خروجه من السجن ليرى أبنه الوحيد
وسينتظر أن يجد عملا جديدا
سينتظر حتى يكبر أبنه ويزوجه
سيعيش الانتظار في كل ثانيه ولحظة من حياته وفي كل التفاصيل الهامة والتافهة
أننا نعيش الانتظار
نتنفسه
أنه هوائنا وقوت عيشنا
كل ثانية نقضيها على وجه الارض أنما هي أنتظار للثانية التي تليها
أحيانا يفاجأنا القدر بأشياء لا ننتظرها ولا نتوقعها
وفي كثير من الأحيان يخيب رجائنا ويطول أنتظارنا دون أن نحقق أهدافنا
أن الانتظار سلسة طويلة تبدأ معنا منذ لحظة الولادة
سلسة كثيرة الحلقات ما أن تعبر حلقة حتى تجد نفسك قد علقت بالتي تليها حتى تصل
الى الحلقة الأخير
.....................
الموت...............
ولكن .... هل الموت هو نهاية الانتظار ؟؟
كلا
أنه مرحلة جديدة من الانتظار في مكان أما أن يكون قطعة من الجنة أو من الجحيم.